مراجعة مشروع Chainlink | مستقبل عملة LINK
وهل تصبح العملة الأغلى بين عملات البيانات ورقمنة الأصول؟
قبل التفكير في اختيار أول مشروع للكتابة عنه على هذه المدوّنة؛ سألت أصدقائي المتابعين لإعطاء ترشيح لمشروع، وكانت أغلب الاقتراحات لصالح مشروع LayerZero.
ولهذا؛ قررت أن أختار مشروع Chainlink، لأنه لا يمكن الحديث عن مشروع LayerZero قبل الحديث عن منافسه الأشرس Chainlink.
اختياري لمشروع Chainlink كذلك يرجع لمدى أهمية المشروع حاليًا وارتباطه بواحد من أكثر المجالات التي عليها ضجة في عالم الكريبتو، وهو مجال رقمنة الأصول (RWA).
دعونا الآن نتعرف بشكل مفصل على مشروع Chainlink، بعيدًا عن زاوية الأوراكل التي حصر المشروع فيها كثير من صنّاع المحتوى، وأهملوا تقنيات المشروع الثورية CCIP وتأثيرها على المجال بشكل عام.
نبذة عن مشروع Chainlink
مشروع Chainlink يُعد أحد أقدم مشاريع الكريبتو، حيث بدأ تأسيس المشروع منذ عام 2014، واستغرق تطويره ثلاث سنوات قبل عملية الطرح الأوّلي لعملة المشروع LINK. نجح المشروع في جمع 32 مليون دولار من بيع 350 مليون عملة LINK بسعر 0.09$ ~ 0.16$ لكل عملة.
التقنية الأبرز التي اشتهر بها المشروع هي توفير البيانات، وأهمّها الأسعار، سواءً من العالم الخارجي لمشاريع وتطبيقات البلوكتشين، مثل أسعار الأسهم على سبيل المثال، أو توفير البيانات بين مشاريع البلوكتشين المختلفة وبعضها للتراسل ونقل الأصول وتحقيق التوافقية بالرغم من اختلاف تقنيات كل مشروع، وهذا يتم عبر تقنية CCIP التي سنتحدث عنها لاحقًا.
بالرغم من ضخامة مجال البيانات وأهميته في سوق العملات الرقمية، نظرًا لأنه سوق قائم بشكل شبه كلي على تفاعل العقود الذكية مع البيانات، إلا أن مشروع Chainlink توسّع في مجالات أخرى أهمّها مجال التوافقية أو التشغيل البيني لشبكات البلوكتشين المختلفة، والتي توجد مشاريع قائمة بذاتها تحاول حل هذه المشكلة ومتخصصة في هذا المجال فقط.
الميزة الأبرز التي يمتلكها مشروع Chainlink مقارنةً بكل مشاريع العملات الرقمية تقريبًا؛ أنه يحتل المركز الأول في قائمة المشاريع التي نجحت في جذب مستخدمين من خارج المجال، وهذا يشمل شركات ومؤسسات مالية عملاقة كما سنذكر في هذا المقال إن شاء الله.
1- توفير البيانات Blockchain Oracle
التخصص الأقدم والأشهر لمشروع Chainlink هو مجال توفير البيانات للتطبيقات على البلوكتشين، وهو أحد أهم المجالات الموجودة في مجال الكريبتو حاليًا، والتي، على عكس مجالات أخرى كثيرة، لا غنى عنها، وسيظل الإقبال عليها في ازدياد مستمر.
مشاريع البلوكتشين التي لديها القابلية للبرمجة، مثل الإيثريوم ومعظم المشاريع التي تم بناؤها بعده، والتطبيقات التي يتم بناؤها على هذه الشبكات تعتمد على العقود الذكية، وهي عبارة عن مجموعة من التعليمات البرمجية التي يتم تنفيذها بشكل آلي إذا توافرت الشروط اللازمة لحدوثها.
هذه العقود عبارة عن بيئات منعزلة عن العالم الخارجي، فهي لا تستطيع التفاعل مع التطبيقات من خارج البلوكتشين الخاصّ بها. لهذا لا يمكن للعقود الذكية الوصول إلى بيانات خارجية “off-chain data”، وفي عالم الكريبتو يُسمى هذا الأمر بمعضلة أوراكل البلوكتشين “The Blockchain Oracle Problem”.
حل هذه المشكلة الذي تقدمه مشاريع الأوراكل، وعلى رأسهم Chainlink، هو توفير نظام لا مركزي، موثوق ومتكامل، يسمح للعقود الذكية بالوصول إلى بيانات من العالم الخارجي أو من خارج البلوكتشين الخاصّ بها بشكل دقيق وآني.
على سبيل المثال؛ إذا أردت شراء عملة إيثريوم من تطبيق منصة لا مركزية مثل Uniswap مقابل رصيد USDC، فإن تنفيذ هذه العملية يتطلب التحقق من تعليمات برمجية معينة بدونها لن تتم عملية الشراء، منها مثلًا أن يكون رصيدك من USDC كافٍ لإتمام عملية الشراء.
الآن لاحظ أن التطبيق لكي يتحقق من التعليمات البرمجية المتعلقة بكفاية الرصيد يجب أن يكون لديه معلومة أخرى وهي سعر الإيثريوم نفسه من أجل المقارنة. سعر الإيثريوم يتحدد بشكل رئيسي من خلال منصات التداول المركزية، وهي تطبيقات من العالم الخارجي للبلوكتشين لا يمكن للعقود الذكية التفاعل معها مباشرةً. هنا تظهر أهمية الحاجة إلى بيانات الأوراكل.
كل تطبيق يحتاج إلى التعامل مع الأسعار مثل منصات التداول أو منصات التمويل اللا مركزي أو غير ذلك يحتاج إلى جهة معتمدة يحصل منها على بيانات عالية الجودة، موثوقة لا يمكن التلاعب بها، بمعدل تأخير منخفض.
لاحظ أنني ذكرت أن البيانات يجب أن تكون غير قابلة للتلاعب، لأنه إذا كانت هذه البيانات خاطئة أو تم التلاعب بها عن عمد يمكن أن تؤدي إلى كوارث. تخيل أن منصة تداول لا مركزية تحصل على سعر خاطئ لعملة معينة يؤدي لتصفية عدد ضخم من الصفقات المفتوحة بشكل آلي، وأن نفس السعر الخاطئ تم إرساله لكل المنصات التي تعتمد على خدمة أوراكل معينة؛ فنحن نتحدث عن خسائر بملايين الدولارات!
التلاعب ببيانات الأوراكل أيضًا يعد من أحد وسائل الاختراق التي يمكن أن تحدث، وسبق وتعرضت منصة UwU Lend لاختراق بنفس الطريقة تسبب في سرقة 19.4 مليون دولار.
كيف يحقق مشروع Chainlink هذه المعادلة؟
ذكرنا في الفقرة الماضية أهمية أن تكون بيانات الأوراكل دقيقة وموثوقة ولا يمكن التلاعب بها حتى يمكن للشبكات والتطبيقات أن تعتمد عليها. يمتلك مشروع Chainlink طريقة مميزة مبتكرة لتوفير بيانات بهذه المواصفات، جعلته يسيطر على مجال بيانات الأوراكل منذ ظهوره وحتى الآن. دعونا نلقي نظرة سريعة على كيفية عمل Chainlink.
1) لا مركزية مصادر البيانات
أول خطوة من خطوات معادلة Chainlink هي جمع البيانات بطريقة لا مركزية. يعني يجب أن يكون هناك أكثر من مصدر لهذه البيانات. مثلًا سعر البتكوين لا يتم الحصول عليه من منصة واحدة، ولكن يتم الحصول على سعر البتكوين من عدة منصات ثم احتساب المتوسط.
أيضًا يجب أن يكون هناك أكثر من جامع لهذه البيانات، وهذه هي العُقد على شبكة المشروع “Chainlink Nodes“، والتي يكون دورها استقاء البيانات من مصادر موثوقة لجمع البيانات، ثم طرح أدق بيانات استطاعت الوصول إليها.
2) دقة وموثوقية البيانات
عُقد Chainlink لا تستخدم البيانات الخام مباشرةً، لأنها بيانات غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها دون حدوث عملية تنقية وفلترة لها.
مثلًا سعر البتكوين لا يكون متطابق بين كل منصات التداول، والسبب هو وجود الكثير من الاختلافات في أحجام التداول، الفارق السعري لكل منصة “Spread”، عمق السوق وغيرها من العوامل.
لذلك تعتمد العُقد على مجمعي بيانات “Data Aggregators” وظيفتهم تحويل هذه البيانات الخام إلى بيانات دقيقة يمكن استخدامها بعد إجراء عمليات تحليل وتنقية لها حسب الاختلافات السابق ذكرها، واستبعاد البيانات التي تنتج عن خلل تقني من المنصات وغيرها من الأمور، ليصبح لدينا في النهاية سعر البتكوين من كل منصة تداول مرجحًا وفقًا لحجم التداول الفعلي للمنصة.
3) بيانات لا يمكن التلاعب بها
تقوم كل أوراكل/عُقدة متخصصة في توفير بيانات معينة (سعر البتكوين كمثال) بالاستفسار عن هذه البيانات بشكل دوري أو كلما تم تحديثها من جامعي البيانات. يتم الحصول على هذه البيانات من عدة مصادر ثم تقوم العُقدة بطرح أدق بيانات تم الوصول إليها، أو المتوسط كما في حالة السعر.
نفس الأمر تقوم به كل العُقد المتخصصة في نفس هذا القسم من البيانات، ثم تتفق شبكة العُقد على القيمة النهائية لهذه البيانات وفقًا لرأي أغلبية العُقد.
كل عُقدة تقوم بنشر القيمة النهائية التي وصلت إليها مع توقيع مشفر، ثم يتم التحقق من صحة التوقيع، وفي النهاية يتم تخزين هذه القيمة في عقد ذكي على البلوكتشين يمكن لأي شبكة أو تطبيق أو عقد ذكي آخر الوصول إليها.
قبل تحديث بيانات شبكة الأوراكل؛ يجب أن تقوم ثُلثي عُقد كل شبكة من المساهمة في التحديث، وإلا لا يتم قبوله.
أيضًا عُقد الشبكة لكي تصبح جزءًا منها تقوم بعمل تكديس “Staking” لعدد ضخم من عملة LINK، حيث تقوم الشبكة بإغراء هذه العُقد بعوائد تحصل عليها عند توفير بيانات صحيحة، وفي المقابل يكون هناك عقاب في حالة التلاعب أو تقديم بيانات خاطئة من خلال الخصم أو عمل Slashing لعملات العُقدة المكدّسة على الشبكة.
لا أرغب في الإطالة في جزء الأوراكل أكثر من ذلك. تعرفنا الآن على أهمية هذا المجال وكيفية عمله، وكيف يوفر مشروع Chainlink خدمة أوراكل تعمل بكفاءة ودقة وموثوقية. دعونا الآن ننتقل إلى الجزء التالي والأهم من تقنيات المشروع وهو CCIP.
2- بروتوكول التشغيل البيني العابر للسلاسل CCIP
إذا كنت متواجدًا في مجال الكريبتو منذ فترة طويلة؛ فغالبًا قد سمعت عن فكرة التوافقية أو التشغيل البيني “Interoperability” وهي فكرة باختصار تسعى لحل مشكلة انعزال شبكات البلوكتشين المختلفة عن بعضها، وعدم قدرة المستخدمين أو التطبيقات المبنية على بلوكتشين معينة على التفاعل مع مستخدمين أو تطبيقات مبنية على بلوكتشين أخرى. هناك مشاريع كاملة نشأت على لحل معضلة التشغيل البيني مثل Polkadot - Cosmos - LayerZero وغيرها.
بالرغم من وجود هذه المشاريع؛ ما زال الحل الأبرز الذي يتم الاعتماد عليه لحل مشكلة انعزال شبكات البلوكتشين عن بعضها هو استخدام الجسور، ولكن الجسور نفسها خلقت مشكلة أخرى أكبر للمستخدمين بسبب وجود الكثير من الثغرات الأمنية فيها، والتي أدت إلى سرقة مليارات الدولارات، وتمثل اختراقات الجسور الجزء الأكبر من حجم أصول الكريبتو المسروقة سنويًا.
بروتوكول التشغيل البيني العابر للسلاسل Cross-Chain Interoperability Protocol (CCIP) يحاول حل هذه المعضلة بطريقة مختلفة، وهي من خلال بناء معيار موحّد مفتوح المصدر يسمح بالتواصل بين الشبكات المختلفة، وهذا يعني إمكانية تبادل المعلومات والأصول أيضًا مثل الرموز والعملات الرقمية.
فكرة CCIP تقوم بشكل أساسي إعادة صياغة مفهوم العقود الذكية من مجرد تعليمات برمجية يتم نشرها وتنفيذها داخل البلوكتشين؛ إلى عقود ذكية عابرة للسلاسل. بمعنى أنه يمكن للمطور باستغلال تقنيات CCIP أن يقوم ببناء عقد ذكي يتم نشرها على العديد من شبكات البلوكتشين، وهذه العقود ستتمكن من التفاعل والتواصل مع بعضها؛ بالرغم من كونها على شبكات منفصلة، وبذلك يمكن للمطور بناء تطبيق عابر للسلاسل، يسمح للمستخدمين من شبكات مختلفة باستخدامه.
بهذا يوفر مشروع Chainlink للمطورين موارد غير محدودة لبناء أي تطبيقات باستخدام تقنيات البلوكتشين، من خلال بيانات الأوراكل المتنوعة التي توفرها Chainlink من العالم الخارجي، وكذلك بعدم حاجة المطوّر إلى حصر تطبيقاته على شبكة معينة أو نشر نسخ متعددة من التطبيقات على شبكات مختلفة، بل يمكن بناء تطبيقات واحد يعمل على شبكات مختلفة بكل سهولة.
باستخدام تقنيات CCIP يمكن نقل تعليمات برمجية بين الشبكات المختلفة أو أصول مثل العملات والرموز أو الاثنين معًا. هذا يعني أنه يمكن للمستخدم أن ينقل عملاته (USDC كمثال) من شبكة لأخرى، ثم من خلال تعليمات برمجية يطلب الحصول على قرض من عملة (ETH كمثال) بضمان هذه العملات على الشبكة التي أرسل منها عملاته. كل هذا يمكن أن يتم في معاملة واحدة بفضل تقنيات CCIP.
حاليًا يمكنك استخدام تقنيات CCIP لنقل الكثير من الأصول بكل سهولة عبر تطبيق Transporter على الشبكات التي تدعم البروتوكول حاليًا:
Arbitrum
Avalanche
Base
BNB Chain
Celo
Ethereum
Gnosis
Mode
Optimism
Polygon
WEMIX
Blast
3- رقمنة الأصول Real World Assets (RWAs)
مجال رقمنة الأصول أصبح؛ خلال فترة قصيرة جدًا؛ أحد أهم وأشهر المجالات في عالم الكريبتو، وفكرته باختصار هي إنشاء رموز على البلوكتشين لتمثيل أصول حقيقية مادية. هذا الترميز موجود بالفعل منذ سنوات، مع ترميز الدولار بإنشاء العملات المستقرة، وكذلك ترميز الذهب بوجود عملات تعادل في قيمتها سعر أونصة الذهب مثل PAXG & XAUT وغيرها.
هذا المجال يشهد الآن توسعًا ضخمًا ليشمل أصولًا أخر، وتحديدًا أصول مجال التمويل التقليدي “TradFi”، وهي البنوك والمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار وغير ذلك. يمتلك مجال التمويل التقليدي أصولًا تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، ودخول جزء من هذه الأصول للرقمنة على البلوكتشين، يعني دخول سيولة ضخمة إلى السوق. حيث يقدر حجم الأصول التي سيتم ترميزها على البلوكتشين بحلول عام 2030 إن شاء الله بقيمة 16 تريليون دولار. (قيمة أعلى بنسبة +720% من إجمالي قيمة سوق العملات الرقمية).
بالرغم من ظهور الكثير من المشاريع المتخصصة فقط في هذا مجال رقمنة الأصول مثل Ondo على سبيل المثال، وبالرغم من وجود مشروع Chainlink منذ سنوات وقبل ظهور الاهتمام بهذا المجال؛ فإن مشروع Chainlink لديه المؤهلات التي قد تجعله أهم مشروع في مجال رقمنة الأصول. لماذا؟
1- الحاجة إلى حوسبة متطورة:
يمكن للعقود الذكية على البلوكتشين القيام بالكثير من عمليات الحوسبة التي قد تحتاج إليها، لكنها ما تزال محدودة الموارد والقدرات، مقارنةً بعمليات الحوسبة المتوفرة أو التي قد تكون هناك حاجة إليها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر مجالات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي ورقمنة الأصول وغير ذلك.
في هذه الحالة يكون لدينا حاجة للقيام بما نحتاج إليه من عمليات حوسبة خارج نطاق البلوكتشين “Off-Chain Computation” بشكل آمن وموثوق ولا يمكن التلاعب به، ثم نقل نتيجة هذه العمليات على شكل بيانات عبر شبكات الأوراكل إلى العقود الذكية وتطبيقاتها. هذه التقنيات يقدمها بالفعل مشروع Chainlink.
2- الحاجة إلى أحجام ضخمة من البيانات:
القطاع المالي بمختلف مؤسساته قائم على البيانات مثل الأسعار، البيانات المرجعية، فحوصات الامتثال، التحقق من الهوية، سجلات الملكية، إثبات الأصول وغيرها من البيانات، وطبعًا يجب أن تتسم هذه البيانات بالدقة والموثوقية وسرعة في الوصول إليها. كل هذا يوفره مشروع Chainlink من خلال تقنيات الأوراكل الخاصّة به.
3- الحاجة إلى نقل البيانات والأصول بين الشبكات المختلفة:
الوصول إلى البيانات ليس كافيًا، بل يجب أن يكون هناك وسيلة لنقل ومشاركة هذه البيانات بين أكثر من وجهة سواءً بلوكتشين عامّة مثل الإيثريوم، أو بلوكتشين خاصّة مثل بلوكتشين المؤسسة المالية ذاته، أو حتى نظام تقني مستقل بذاته مثل نظام SWIFT على سبيل المثال. أيضًا ليست البيانات فقط؛ بل يجب أن تكون هناك وسيلة لنقل الأصول بين هذه الشبكات بسلاسة. كل هذا يوفره مشروع Chainlink من خلال تقنية CCIP كما شرحنا.
4- إثبات الأصول Poof of Reserve:
إثبات الأصول أحد أهم الركائز الرئيسية التي يعتمد عليها مجال رقمنة الأصول للحاجة إلى التحقق من تساوي قيمة الأصول مع قيمة الرموز التي تمثل هذه الأصول، خصوصًا إذا تحدثنا عن نظام أو تطبيق متطور لترميز الأصول يعمل على شبكات متعددة مع مؤسسات مالية تقليدية مختلفة.
لهذا تظهر الحاجة الضرورية لتقنيات إثبات الأصول التي يتم تحديث معلوماتها بشكل دقيق وآني، من أجل ضمان عدم وجود تناقض بين قيمة الأصول والرموز يؤدي إلى حدوث خسائر مالية. أيضًا مشروع Chainlink يتميز بتوفير تقنيات متطورة في مجال إثبات الأصول، وهي مستخدمة حاليًا بالفعل من أكثر من مشروع.
بهذه الدعائم الرئيسية الأربع: [الحوسبة خارج البلوكتشين | توفير البيانات | التوافقية بين الشبكات | إثبات الأصول] يصبح لدى مشروع Chainlink كل المتطلبات اللازمة ليكون حلقة الوصل بين عالم البلوكتشين والمؤسسات المالية التقليدية، والداعم الرئيسي لمجال رقمنة الأصول.
النظام الاقتصادي لعملة LINK
يمتلك مشروع Chainlink عملة خاصّة به هي عملة LINK، وكما سبق وتعرفنا فقد تم بيع 35% من إمداد العملة الإجمالي عند طرح العملة. قبل فترة قريبة تم طرح تحديث جديد للنظام الاقتصادي للعملة “Chainlink Economics 2.0” به الكثير من التغيرات والتي بالتأكيد سيكون لها تأثير على مستقبل عملة LINK.
1- طرح برنامج تكديس العملة LINK Staking
تم طرح الإصدار الثاني من منصة تكديس عملة LINK والتي تسمح لحاملي العملة بعمل Staking لها للمشاركة في تعزيز تأمين الشبكة ومشاركة مشغلي العُقد في العوائد التي يتم الحصول عليها.
2- طرح برنامج BUILD
هذه البرنامج يهدف إلى زيادة عوائد المشروع من خلال السماح للمشاريع الناشئة باستخدام تقنيات وخدمات Chainlink والحصول على دعم فني مقابل منح نسبة (3% ~ 5%) من إجمالي إمداد عملة هذا المشروع لصالح مجتمع Chainlink. هذه العملات يتم مشاركتها بعد ذلك مع المشاركين في تكديس عملة LINK.
3- طرح برنامج SCALE
يهدف هذا البرنامج أيضًا إلى زيادة عوائد Chainlink من خلال السماح لمشاريع البلوكتشين والطبقات الثانية بتعزيز جهود التطوير على شبكاتهم من خلال تغطية جزء من تكاليف استخدام تقنيات Chainlink على شكل منح.
من خلال ذلك تستفيد هذه المشاريع من زيادة عدد التطبيقات وجهود المطورين لتنمية الشبكة لوجود حافز وفرة تقنيات Chainlink بتكلفة منخفضة أو منعدمة، وفي نفس الوقت يستفيد مجتمع Chainlink من المنح التي تدفعها هذه المشاريع.
استخدامات عملة LINK
استخدامات العملة الرقمية هي أحد أهم الأسباب التي تؤثر على مستقبل العملة وحركتها السعرية، وكذلك مدى جدوى شراء هذه العملة كنوع من الاستثمار. فما هي استخدامات عملة LINK؟
1) تشغيل عُقدة على الشبكة:
أي جهة تمتلك سيل من البيانات وتريد الاستفادة منه من خلال منح إمكانية الوصول لهذه البيانات عبر عُقد Chainlink تحتاج إلى شراء وتكديس عدد ضخم من عملة LINK من أجل القيام بذلك.
2) رفع تقييم العُقدة:
بسبب وجود الكثير من العُقد على الشبكة، ولوجود الكثير من العوامل التي يتم على أساسها تحديد أي البيانات يتم الحصول عليها وأي عُقدة تحصل على المكافئة، فإذا تساوت كل العوامل يتم النظر إلى سُمعة العُقدة والتي لها عوامل أخرى تتحدد على أساسها؛ من بينها عدد عملات LINK التي قامت هذه العُقدة بتكديسها.
لذلك تميل العُقد لشراء مستمر لعملات LINK لتعزيز فرصها في تقديم البيانات التي يطلبها المستخدمون وزيادة عوائدها في نفس الوقت،
3) دفع رسوم الخدمات:
أي جهة أو شخص يريد استخدام خدمات Chainlink يحتاج إلى دفع ثمن هذه الخدمات من خلال عملة LINK. يمكن أن يتم الدفع بعملات أخرى؛ لكن تكون التكلفة أعلى مقارنةً بالدفع بعملة LINK، وفي حالة حدوث ذلك؛ يتم بيع هذه العملات وشراء LINK في المقابل.
4) التكديس لمشاركة العوائد:
كما ذكرنا سابقًا؛ يمكن لحاملي العملة تكديسها ومشاركة العُقد في أرباح الشبكة، بالإضافة إلى الحصول على ما يُشبه إسقاط عملات “Airdrop” من المشاريع التي تستخدم خدمات Chainlink عبر برنامج BUILD كما سبق وشرحنا.
مآخذ على مشروع Chainlink
بعدما تحدثنا عن تقنيات المشروع والخدمات التي يقدمها وأهميتها.. سنتعرف على الملاحظات أو الأمور السلبية الموجودة حاليًا في المشروع حتى يكون لديك رؤية كاملة لكل التفاصيل الخاصّة به.
كثرة المنافسين وظهور تقنيات جديدة
هناك الكثير من مشاريع الأوراكل الموجودة أو التي ظهرت في الفترة الأخيرة خصوصًا مشروع Pyth Network، بالإضافة إلى ظهور تقنيات منافسة لتقنية CCIP مثل تقنيات مشروع LayerZero.
بالرغم من هيمنة Chainlink على مجال الأوراكل؛ يجب الانتباه من المشاريع المنافسة، خصوصًا مع وجود مشروع بقوة LayerZero. إن شاء الله سأحول الحديث عن هذا المشروع في مقال منفصل.
مخاطر مركزية قد تؤثر على موثوقية البيانات
تحدثنا في فقرة الأوراكل عن كيف يوفر مشروع Chainlink إمكانية الوصول إلى بيانات دقيقة وموثوقة لا يمكن التلاعب بها، لكن هناك أمر لم أذكره في تلك الفقرة لأني أردت ذكره هنا، وهو وجود محفظة متعددة التوقيعات “MultiSig Wallet” لديها القدرة على تغيير أسعار بيانات الأوراكل!
معلومات هذه المحفظة موجودة بالأعلى، وهي مكوّنة من 9 عناوين لأشخاص غير معروفين، وتعديل بيانات أي بيانات أوراكل Chainlink يحتاج فقط إلى موافقة 4 من هذه التسعة عناوين.
وجود هذه المحفظة ليس عبثًا، فالعقود الذكية التي توفر بيانات الأوراكل تحتاج إلى وجود إمكانية للتحديث، إما بسبب أحداث طارئة يجب أن يتم التدخل فيها يدويًا كما حدث في انهيار منصة FTX على سبيل المثال. أيضًا قد يحتاج العقد للتحديث بيانات مثلًا إذا تغير رمز عملة (RNDR> RENDER). إذا لم يتم تحديث رمز العملة داخل العقد فلن يستطيع هذا العقد توفير بيانات عن العملة بسبب تغير الرمز الخاصّ بها وعدم تحديثه.
لا أريد الإطالة في شرح هذه النقطة، لكن الخلاصة أن هناك أسباب لوجود محفظة متعددة التوقيعات تستطيع التعديل على العقود الذكية التي توفر البيانات، بالرغم من مساوئ هذه الطريقة والتي من أبرزها:
تقلل من درجة لا مركزية بيانات الشبكة، إذا يمكن لأربع أشخاص فقط التلاعب بهذه البيانات والتعديل عليها.
إمكانية تعرض المفاتيح الخاصّة بهذه المحافظ للسرقة وتنفيذ هجوم ضد المشاريع التي تستخدم بيانات Chainlink. وهذا مستبعد حدوثه، ولكن إذا حدث سيكون له تأثير مدمر على المشاريع التي ستتعرض للهجوم وعلى مجال التمويل اللا مركزي بشكل عام.
بسبب هذه النقطة لجأت بعض المشاريع مثل AAVE | Synthetix وغيرهما إلى استخدام خدمة أوراكل إضافية، وتحديدًا خدمة Pyth Network من أجل خفض مخاطر الاعتماد الكلي على بيانات Chainlink فقط. هذا يعود بنا إلى النقطة الأولى عندما تحدثت عن المنافسين. فوجود مخاطر هذه المحفظة يمنح منافسي Chainlink حصّة في سوق البيانات.
قد يؤدي ذلك إلى قلق المؤسسات المالية ومؤسسات الأعمال من الاعتماد على خدمات Chainlink، بسبب مخاطر التلاعب بالبيانات، وبسبب عدم وجود أي معلومات عن من يتحكم في عناوين المحفظة متعددة التوقيعات. (وهذا لأسباب لا تحتاج إلى توضيح).
بشكل عام؛ هذه النقطة يجب الانتباه إليها جيدًا، ويجب على مشروع Chainlink محاولة معالجتها بالتفكير في حلول مثل تحويل هذه الصلاحية إلى حوكمة المجتمع “DAO” أو عبر حلول أخرى.
يجب أن أنوّه على أن هذا الأمر موجود منذ بداية المشروع قبل سنوات، ولم يحدث خلال هذه الفترة أية حوادث مرتبطة بالمحفظة، ولكن وجب ذكره.
البيع المستمر للعملة من فريق المشروع
بالرغم من كل التطويرات والتقنيات والهيمنة على مجال الأوراكل والشراكات الفعلية مع مؤسسات مرموقة؛ إلا أن عملة LINK لم يكن أدائها أفضل ما يمكن، خصوصًا في الموجة الصاعدة الماضية، وكذلك فإن سعر العملة يتعرض للكبح كلما حاولت العملة الصعود، وهذا يرجع إلى الكميات الضخمة التي يقوم فريق المشروع ببيعها بشكل دوري.
أتفهم أن المشروع لديه نفقات ويحتاج للأموال لدفع تكاليف الخدمات والمطورين وما إلى ذلك، لكن هذا ليس مبررًا لحجم العملات التي يتم بيعها!
لاحظ في الصورة بالأعلى وخلال 3 أسابيع فقط تم إرسال عملات قيمتها 265 مليون دولار إلى منصة Binance. لا نعلم ما إذا تم بيع هذه العملات بعد أو حجم الجزء الذي تم بيعه، لكن نفقات المشروع لا يمكن بأي حال من الأحول أن تبرر بيع هذه الكميات الضخمة من العملات بشكل دوري!
مستقبل عملة LINK وجدوى الاستثمار فيها؟
أخيرًا دعونا نتعرف على العوامل التي قد تدفعك للاستثمار في عملة LINK، والتوقعات الخاصّة بأهمية تقنيات المشروع في المستقبل وتأثيرها على سعر عملة المشروع.
1) خدمة الأوراكل Data Feeds
كما ذكرنا في أول فقرة؛ فجزء كبير من مجال العملات الرقمية مبني على خدمات الأوراكل، خصوصًا مجال التمويل اللا مركزي “DeFi” القائم بشكل كلي على هذا النوع من البيانات. بالرغم من وجود مشاريع كثيرة في هذا المجال، وآخرها مشروع Pyth Network؛ إلا أن مشروع Chainlink ما زال يهيمن على هذا القطاع بشكل شبه كامل.
يمتلك مشروع Chainlink حاليًا أكثر من 1000 أوراكل لتوفير بيانات البلوكتشين، مثل أسعار العملات، وبيانات العالم الخارجي مثل أسعار أزواج العملات النقدية (USD/EUR)، بالإضافة إلى أوراكل إثبات الأصول PoR وغيرها. كما أن خدمات Chainlink متاحة على 20 بلوكتشين مختلفة، ومن خلال خدمات البيانات التي يوفرها المشروع تم تمكين المستخدمين من إجراء معاملات بقيمة تجاوزت 12.5 تريليون دولار.
مجال خدمات الأوراكل من المجالات الرئيسية في عالم العملات الرقمية، وهذا يعني أن الطلب على هذه الخدمات لن يتوقف، بل سيتوسع مع زيادة الإقبال على بناء تطبيقات البلوكتشين واستكشاف مجالات جديدة للتقنية مثل رقمنة الأصول RWA.
هذا بدوره ينعكس إيجابيًا على عملة LINK، لأن العملة تستخدم لدفع تكلفة استخدام خدمات Chainlink، حتى وإن كان الدفع بعملات أخرى ممكن، فإن هذه العملات يتم تحويلها أو جزء منها إلى LINK لدفع التكلفة لمشغلي العُقد ودعم المشروع.
2- خدمة التشغيل البيني CCIP
تقنيات التوافقية أو التشغيل البيني “Interoperability” هي واحدة من أهم التقنيات التي يُنظر إليها على أنها مستقبل البلوكتشين. فكرة وجود شبكات بلوكتشين منعزلة عن بعضها، ولا يمكن التفاعل بينها إلى عبر الجسور التي تتسم بالضعف الأمني وكثرة الثغرات هي فكرة ساذجة ستختفي خلال سنوات.
تقنيات CCIP التي يقدمها مشروع Chainlink تُعد أحد أهم التقنيات التي ستنافس في هذا المجال؛ ليس فقط بسبب جودة التقنية، ولكن لأنها تحاول أن تصبح المعيار السائد في مجال التشغيل البيني من خلال تقديمUnified Golden Records. يعني باختصار هذه التقنية، إذا أصبحت المعيار الافتراضي، ستكون متاحة بشكل أساسي في أي مشروع بلوكتشين للسماح للمطورين لاستغلالها والاستفادة منها أثناء بناء تطبيقاتهم.\
منذ إطلاق تقنية CCIP وهي تشهد تبني مستمر من الشبكات المتاحة عليها، وسيستمر هذا التبني في الازدياد مع قدوم التقنية إلى شبكات جديدة، وبدء اهتمام المطورين بالاستفادة من إمكانية بناء تطبيقات متعددة الاستخدامات، عابرة للشبكات، يمكن للمستخدمين من خلالها التفاعل على شبكات متعددة بدون تعقيدات.
مثلها مثل خدمات الأوراكل، فاستخدام تقنيات CCIP يدعم المشروع بشكل كبير سواءً من خلال زيادة عوائد المشروع كما نرى في الصورة بالأعلى، والذي بدوره سينعكس إيجابيًا على عملة LINK.
3- رقمنة الأصول Real-World Asset Tokenization
لا شك أن مجال رقمنة الأصول هو أحد أهم مجالات الكريبتو في الوقت الحالي، مع دخول الكثير من المؤسسات المالية العملاقة مثل BlackRock | Fidelity | Swift | DTCC إلى هذا المجال بشكل فعلي.
مجال رقمنة الأصول يحتاج إلى مجموعة من الدعائم للنمو، وأهمها هي وفرة البيانات، والقدرة على نقل الأصول والبيانات بين شبكات البلوكتشين المنعزلة عن بعضها. وهذه الخدمات يوفرها بالفعل مشروع Chainlink.
مع نمو هذا المجال وزيادة حجم نشاط رقمنة الأصول، سينعكس ذلك على زيادة الإقبال على خدمات Chainlink، ليس فقط بسبب وفرتها، ولكن لأن المشروع هو الأكبر والأضخم في مجال الأوراكل، ولأنه يمتلك التقنية التي تعتبر المعيار السائد في مجال العملات الرقمية حينما يتعلق الأمر باستخدام الأوراكل، وقريبًا قد يمتلك المشروع المعيار السائد في مجال التشغيل البيني بين شبكات البلوكتشين كذلك.
هناك ما قيمته مئات التريليونات من الدولارات على شكل أصول مادية يمكن رقمنتها على البلوكتشين، وبناء مئات التطبيقات المختلفة حولها، والمشروع الذي سينجح في أن يصبح مكوّنًا رئيسيًا في هذا السوق، ستصل قيمته السوقية لأرقام ربما لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين به.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال. إن شاء الله كل المشاريع التي سيتم النشر عنها على هذه المدونة سيتم تحديثها بشكل دوري لإضافة التغيرات والتطويرات التي تحدث لتلك المشاريع، وتأثيرها على العملة الخاصّة بها.
إذا كان لديك أي استفسار عن شيء ورد في المقال يمكنك تركه في تعليق بالأسفل وسأقوم بالإجابة عليها إن شاء الله.
يمكنك أيضًا التعليق بالعملة التي تريد أن تكون موضوع التحليل القادم إن شاء الله.
إذا أردت دعم المحتوى والمساعدة على استمراره يمكنك الاشتراك في المدونة بتكلفة 12$ فقط شهريًا. سيكون هناك محتوى محتوى وتحليلات خاصّة بالمشتركين إن شاء الله.
تسلم ايدك
مقال في غاية الروعة والأهمية
تسلم ايدك كلام منتهي الروعه مشكور عالمعلومات القيمه هذه.
وشوقتني جدا اقراء مقال عن لاير زيرو
لو امكن تكون لاير زيرو هي مقالك القادم
مشكور يا فخر العرب ياجميل تسلم والله
ربي يسعدك