مراجعة مشروع LayerZero | مستقبل عملة ZRO
هل ينجح مشروع LayerZero في بناء معيار موّحد للتراسل بين جميع شبكات البلوكتشين؟
ما هي الطبقة صفر (Layer Zero)؟
جميعنا يعرف الكثير من شبكات البلوكتشين أو ما يُطلق عليه ببلوكتشين الطبقة الأولى “Layer 1 Blockchain” مثل البتكوين ولايت كوين والإيثريوم وغيرها من المشاريع.
هذا النوع من مشاريع البلوكتشين يُطلق عليه شبكات البلوكتشين المتجانسة “Monolithic blockchains”، حيث يتميز تصميم هذه الشبكات بأنه يتولى تنفيذ المهام الثلاثة الأساسية للبلوكتشين وهي التنفيذ “Execution”، تسوية المعاملات Settlements، وتحقيق الإجماع Consensus.
بسبب هذا التصميم، وتولي البلوكتشين القيام بكل الأمور اللازمة لإتمام المعاملات بين المستخدمين، ومع زيادة عدد مستخدمي العملات الرقمية، وتطور الاستخدامات ذاتها، وظهور تطبيقات معقدة مثل تطبيقات التمويل اللا مركزي على سبيل المثال؛ ظهرت الكثير من المشاكل مثل الرسوم المرتفعة والمعاملات البطيئة وغير ذلك من المشاكل التي قد تؤثر بالسلب على تطور المجال ليناسب نمو السوق.
لهذا السبب؛ ظهرت الكثير من الحلول التي تسعى لحل مشكلة هذا الشبكات، مثل الطبقات الثانية، وهو الحل الذي انتهجه مشروع الإيثريوم لعلاج المشاكل التي يعاني منها، وتحقيق التوسع المطلوب، لكن هناك مشاريع أخرى انتهجت نهجًا آخر لحل مشكلة التوسع من ناحية، ولتحقيق التوافقية أو التشغيل البيني، وهو السماح لشبكات البلوكتشين المختلفة بالتواصل بينها.
هذا الحل هو باختصار تطوير بنية تحتية أو معيار برمجي موحّد بتصميم فريد؛ يمكن استخدامه لبناء مشاريع طبقات البلوكتشين الأولى، والاستفادة منه لتحقيق التوسع “Scalability”، وفي نفس الوقت الاستفادة من مزايا التشغيل البيني وقدرة المطورين على بناء تطبيقات عابرة للسلاسل؛ تعمل على شبكات بلوكتشين مختلفة. وهو باختصار ما يُعرف باسم الطبقة صفر. (Layer Zero).
ما أهمية أو فائدة الطبقة صفر؟
عند بناء المباني، خصوصًا العالي والضخم منها؛ يتم إنفاق الكثير من الوقت والجهد والمال على عملية تأسيس هذا المبني، وأساس المبني هو جزء يكون خاصّ بالمهندسين والعاملين على تطوير هذا المبني، فلن يكون هناك أي تفاعل مع من يسكن أو يعمل في هذا المبنى مع هذا الجزء تمامًا.
هذا تقريبًا نفس مفهوم الطبقة صفر. فهي لا تعدو كونها قاعدة وأساس برمجي موجه للمطورين ومهندسي البرمجيات للاستفادة منها لبناء طبقة بلوكتشين أولى، والتي باستخدامها سيتم بناء التطبيقات التي سيتفاعل معها المستخدم. فهو لن يتفاعل بأي شكل مع الطبقة صفر، كما لن يتفاعل سكّان المبنى مع الأساس الخاصّ به.
تكمن أهمية الطبقة صفر في عاملين رئيسيين:
1- توفير الأمان للطبقات الأولى “Security“:
كما ذكرنا في الفقرة الأولى، فإن مشاريع البلوكتشين المتجانسة تقوم بالمهام الثلاثة الرئيسية وهي التنفيذ والتسوية والإجماع، وهذا التصميم يؤدي لمشاكل كما رأينا. الطبقة صفر تتولى عملية تأمين الطبقات الأولى عبر الإجماع، وهذا يسمح للطبقات الأولى بالتركيز على المهام الأخرى التي تسمح بتوسع الشبكة وملائمة زيادة عدد المعاملات وكذلك المستخدمين.
2- توفير القابلية للتوسع عبر التشغيل البيني “Interoperability“:
الفائدة الثانية من بناء الطبقات الأولى على طبقة 0 هو الاستفادة من وجود معيار موحّد تعمل به كل الطبقات الأولى التي تم بنائها على طبقة 0 معينة. لماذا؟
لأن ذلك سيسمح لجميع هذه الطبقات الأولى بالتواصل فيما بينها. هذا يعني إمكانية تبادل المعلومات وحتى نقل الأصول بين هذه الطبقات بدون حاجة إلى الاعتماد على أطراف خارجية مثل الجسور، والتعرض لمخاطر استخدامها، وهذا أيضًا جزء من الأمان الذي توفره الطبقة صفر للطبقات الأولى.
ما هو مشروع LayerZero؟
مشروع LayerZero عبارة عن بروتوكول مراسلة مفتوح المصدر. فهو ليس بلوكتشين، ولكن عبارة عن بنية تحتية برمجية “Omnichain“ يمكن للمطورين استخدامها من أجل بناء تطبيقات عابرة للسلاسل على شبكات البلوكتشين، أي تطبيقات يمكنها التراسل، تنفيذ العقود الذكية، نقل الأصول وغير ذلك على شبكات البلوكتشين المختلفة التي يدعمها بروتوكول LayerZero، بدون حاجة إلى نشر التطبيق بشكل يدوي على كل شبكة من هذه الشبكات.
على الرغم من أن المشروع يُسمى الطبقة صفر “LayerZero”؛ فإن التقنيات التي يقدمها تختلف عن التقنيات التي تقدمها المشاريع المنافسة في هذا المجال مثل Polkadot | Cosmos | Avalanche وغيرها، لأن هذه المشاريع لديها بلوكتشين فعلي، على عكس مشروع LayerZero.
تقوم فكرة بروتوكول LayerZero على ثلاثة دعائم رئيسية:
عدم القابلية للتعديل Immutability:
من أجل استخدام تقنيات LayerZero يجب على المطورين إنشاء عقود ذكية “LayerZero Endpoints” على البلوكتشين التي يُراد استخدامها، والتي يجب أن تكون مدعومة من المشروع.
هذه العقود تكون غير قابلة للتعديل بأي شكل، وهذا يعطي ثقة وأمان للمطورين وللمستخدمين من عدم حدوث أي مشكلة أو خطأ أو تلاعب قد ينتج عنه خسارة أصول أو أي أمور سلبية أخرى.
مقاومة الرقابة Censorship-Resistant:
يوفر بروتوكول LayerZero للمستخدمين ميزة مقاومة الرقابة، وهي واحدة من أهم الأمور التي سعت مشاريع العملات الرقمية لتقديمها، مثل عدم إمكانية منع / حظر عناوين على الشبكة أو منع تنفيذ المعاملات أو غير ذلك، حتى لو حاول ذلك دول أو جهات حكومية.
هذا أيضًا يقدمه بروتوكول LayerZero، وذلك من خلال عدم قابلية العقود الذكية للتعديل/الترقية، وكذلك عدم وجود إمكانية لتعديل الرسائل أو منع إرسالها داخل البروتوكول؛ كما سنتعرف إن شاء الله في فقرة لاحقة.
عدم الحاجة لإذن Permissionless:
هذا باختصار يعني أن استخدام البروتوكول واستغلال تقنياته وإرسال البيانات من خلاله لا يحتاج لإذن أو طلب سماح من أي جهة، وهذا يشمل الشركة المطوّرة للبرتوكول نفسها.
هذا يسمح للمطورين بضمان عدم وجود عوائق على استخدام التقنية لبناء تطبيقات تقع في منطقة رمادية أو ربما تكون ليست مفضلة للحكومات، مثل تطبيقات خلط الأصول على سبيل المثال.
كيف يعمل بروتوكول LayerZero؟
ملاحظة: قبل أشهر قليلة تم إصدار نسخة محدّثة من البروتوكول “LayerZero V2” وهذه هي النسخة التي سيتم شرحها إن شاء الله؛ بما أن شرح الإصدار السابق ليس له فائدة، والتحديث لا يُعد تغير كلي للبروتوكول.
يقوم المستخدم بالتفاعل مع تطبيق (Omnichain App / OApp) يستخدم تقنيات LayerZero بإرسال بيانات معينة، تحديد وجهة الرسالة (العقد الذكي المراد التفاعل مع وعلى أي شبكة)، تحديد عنوان هذا العقد، وأي خيارات أخرى قد يطلبها التطبيق.
بمجرد إتمام هذا التفاعل، يقوم العقد الذكي بتوليد حزمة البيانات التي سيتم إرسالها، والتي تحتوي على كل المعلومات السابق ذكرها، بالإضافة إلى توليد دالة تلبيد “Hash” لهذه الحزمة قبل إرسالها إلى الوجهة المطلوبة.
بعد إرسال الحزمة يأتي دور بنية التأمين الخاصّة بالتطبيق للقيام بالتحقق من صحّة بيانات الحزمة، وذلك من خلال التحقق من أن دالة التلبيد التي تم توليدها للحزمة قبل إرسالها، هي نفسها دالة التلبيد الخاصّة بالحزمة بعد إرسالها. وهذا يعني أن محتوى الحزمة لم يتم التلاعب به، لأن أي تعديل على المحتوى سيؤدي لتوليد دالة مختلفة تمامًا.
هذه العملية تتم بواسطة شبكات تحقق لا مركزية Decentralized Verifier Networks (DVNs)، وهي شبكات يتم اختيارها والتحكم في تخصيصها وإعداداتها وعددها والحد اللازم الوصول إليه لإتمام التحقق بواسطة مطوري التطبيق نفسه.
بعد انتهاء عملية التحقق من قبل شبكات التحقق اللا مركزية والتأكد من مطابقة محتوى الحزمة المرسلة مع محتوى الحزمة المستقبلة يتم إرسال التأكيد إلى المنفذ “Executer” لتنفيذ تعليمات الرسالة / حزمة البيانات.
يتولى المنفذ تسليم حزمة البيانات إلى العقد الذكي الخاصّ بالتطبيق على الشبكة الأخرى التي يريد المستخدم التفاعل معها، ويتولى التطبيق بعد ذلك تنفيذ تعليمات الحزمة التي تم إرسالها.
هذا، بشكل مختصر، دورة حياة البيانات التي يتم إرسالها لتطبيق معين بين العقود الذكية الخاصّة به على شبكات البلوكتشين المختلفة، والتي تضمن لهذا التطبيق، ليس فقط القدرة على القابلية للتوسع وزيادة قاعدة المستخدمين، ولكن الاستفادة من مميزات التشغيل البيني، وبناء تطبيقات عابرة للسلاسل، وتعزيز قوة التطبيق عبر التخلص من تفرق السيولة الخاصّة به على نسخ مختلفة من التطبيق توجد على شبكات بلوكتشين منعزلة عن بعضها.
ماذا يميز بروتوكول LayerZero عن المنافسين؟
كما ذكرت في أكثر من مناسبة؛ فإن التنافس في مجال التوافقية أو التشغيل البيني أو بروتوكولات بناء التطبيقات العابرة للسلاسل هو أحد أكثر المجالات التي شهدت منافسة في السنوات الأخيرة، ومن الضروري فهم كيف يتميز بروتوكول LayerZero عن المنافسين، أو ما الجديد الذي يقدمه هذا البروتوكول؟
1- بروتوكول تراسل وليس بلوكتشين:
مشروع LayerZero لا يمتلك بلوكتشين، على عكس معظم المشاريع المنافسة مجال التشغيل البيني لشبكات البلوكتشين، والتي يكون لديها بلوكتشين خاصّ بها ونظام مراسلة.
مثلًا مشروع Polkadot يمتلك بلوكتشين، ولديه نظام مراسلة “XCM”. مشروع Cosmos لديه بلوكتشين ويمتلك نظام مراسلة “IBC”. مشروع Avalanche لديه بلوكتشين ويمتلك نظام مراسلة AWM.
كل هذه المشاريع تعمل كطبقة بلوكتشين صفر، وتسمح ببناء طبقات البلوكتشين الأولى عليها، وتسمح لهذه الطبقات بتبادل المعلومات والأصول من خلال بروتوكول المراسلة الخاصّ بها.
هذه نقطة هامّة يجب الانتباه إليها إذا كنت تقارن بين LayerZero وهذه المشاريع. وسنعود لهذا الجزء حينما نتحدث عن المآخذ على مشروع LayerZero.
2) معمارية Omnichain وليس Cross-Chain
هناك فارق هامّ بين التصميم المعماري لبروتوكول LayerZero وبين التصميم المعماري للمشاريع الأخرى التي تنافس في نفس المجال، حيث تتميز تقنيات LayerZero باستخدامها معمارية Omnichain.
توفر هذه المعمارية فوائد ومميزات أفضل، لأنها لا تحتاج إلى وسيط للعمل مثل الجسور كما في حالة معمارية الـ Cross-Chain التي تستخدمها مشاريع مثل Chainlink | Wormhole وغيرهما، وبالتالي تتفادى مخاطر الضعف الأمني الذي تعاني منه الجسور.
المشاريع التي تعتمد على معمارية Cross-Chain غالبًا ما تعمل بشكل أفضل مع المشاريع التي تستخدم تقنيات متشابهة، مثلًا الشبكات المتوافقة مع الآلة الافتراضية للإيثريوم “EVM Compatible”، بينما معمارية Omnichain تتميز بالقدرة على تحقيق التوافقية والتشغيل البيني بين الشبكات ذات التقنيات المختلفة بدون مشاكل.
نقل الأصول عبر معمارية Cross-Chain يعتمد -في أغلب الأحوال- على الجسور وتغليف الأصول. مثلًا نقل عملة ETH من الإيثريوم إلى Polygon يتم عبر استخدام جسر وإيداع العملة في عقد ذكي مقابل الحصول على عملة إيثريوم مغلفة”Wrapped Ether (WETH)” على شبكة Polygon.
بينما نقل الأصول عبر معمارية Omnichain يعتمد بشكل رئيسي على السك والحرق مباشرةً، وغالبًا ما تكون هذه الأصول أصلية وليست مغلّفة. كما أن عدم الاعتماد على الجسور يعني عدم إيداع عملات داخل عقد ذكي للحصول على عملات مغلّفة على الشبكة الأخرى، وهذا يعني عدم وجود خوف من حدوث اختراق وسرقة الأصول المودعة.
3) حرية في اختيار مدققي حزم البيانات DVNs:
ذكرنا في شرح طريقة عمل البروتوكول أن حزمة البيانات بعد إرسالها من البلوكتشين 1 تمر بشبكات تحقق لا مركزية “DVNs” من أجل التحقق من صحّة البيانات وأنه لم يتم التلاعب بها.
هذه الشبكات يمكن لمطوري التطبيقات تهيئتها واختيار شبكات التحقق الملائمة للتطبيق وعددها، والعدد اللازم الوصول إليه لاعتبار الحزمة تم التحقق منها. (مثلًا 10 شبكات تحقق، يجب أن تعتمد 7 شبكات منها على الأقل موثوقية حزمة البيانات لتصبح حزمة تم التحقق منها).
هناك الكثير من الشبكات التحقق المتاحة للمطورين أهمها:
Polyhedra
Google Cloud
LayerZero Labs
Nethermind
Gitcoin
Bware Labs
Portal
Stargate
ليس هذا فحسب؛ بل يمكن للمطورين تعزيز أمان التطبيقات الخاصّة بهم باستخدام خدمات الأمان والتحقّق الخاصّة بشبكات أخرى عبر محوّلات “DVN Adapter” مثل شبكة Axelar وكذلك معيار CCIP الخاصّ بمشروع Chainlink وغيرهما.
مرونة البروتوكول لم تتوقف عند هذا الحد، بل يمكن للتطبيقات تضمين خدمات تحقق خاصّة بهم، وجعلها أحد خدمات التحقق الأساسية التي يجب أن تقوم بتدقيق حزم البيانات لاعتبارها حزم موثوقة.
4) حرية في اختيار المنفّذ Executer:
كما ذكرنا في شرح كيفية عمل البروتوكول؛ فمهام المنفّذ تتضمن التأكد من تسليم حزمة البيانات إلى البلوكتشين أو الوجهة الخاصّة بها، وذلك بعد انتهاء عملية التحقق منها.
لكن هناك أدوار أخرى يقوم بها المنفّذ ومن أهمها هو تقدير الرسوم الخاصّة بالعملية والتي يدفعها المستخدم. وهذه واحدة من أهم مميزات بروتوكول LayerZero، لأن المستخدم يحتاج فقط لدفع الرسوم بعملة الشبكة التي يُنشئ منها المعاملة، ولا يحتاج لامتلاك عملة رسوم الشبكة الأخرى التي ينقل إليها الأصول من أجل ضمان تسليم حزمة البيانات وتنفيذ المعاملة المطلوبة.
يعني إذا تحاول نقل أصول من الإيثريوم إلى سولانا كمثال؛ ستحتاج فقط إلى امتلاك رصيد كافي من الإيثريوم لدفع تكلفة المعاملة؛ دون حاجة إلى امتلاك رصيد من SOL.
كما هو الحال بالنسبة لشبكات التحقق اللا مركزية؛ يمكن للمطورين اختيار منفّذ لمعاملات التطبيق الخاصّ بهم، أو بناء منفّذ بتهيئة وإعدادات ملائمة لنوع الخدمات التي يقدمها التطبيق.
5) يوفر أعلى درجات اللا مركزية:
لكونه بروتوكول مفتوح المصدر “Open Source”، مكوّناته الرئيسية غير قابلة للتلاعب أو التعديل “Immutable“، عدم الحاجة للحصول على صلاحية لاستخدام البروتوكول أو التراسل “Permissionless”، عدم إمكانية حظر تطبيق من استخدام البروتوكول للتراسل “Censorship-Resistant”، منح المطورين سيطرة كاملة على تطبيقاتهم واختيار شبكات التحقق وخوارزميات التأمين التي تلائم احتياجاتهم وكذلك شبكات البلوكتشين التي يريدون دعمها؛ فإن تضمين بروتوكول LayerZero لهذه الدعائم بشكل افتراضي داخل التقنيات التي يقدمها يوفر أعلى درجات اللا مركزية.
6) يمنح مرونة عالية للمطورين:
حرية اختيار شبكات التدقيق وعددهم والحد الأدنى، وتدقيق المعاملة بشكل داخلي.
حرية اختيار المنفّذ أو بناء منفّذ خاصّ بالتطبيق.
استخدام خدمات LayerZero بغض النظر عن تقنيات بلوكتشين التطبيق.
لكون البروتوكول مفتوح المصدر ومقاوم للرقابة؛ لا توجد محظورات على نوعية التطبيقات التي يمكن بنائها به.
يدعم البروتوكول التطبيقات ذات الأغراض المتنوعة مثل التمويل اللا مركزي | الألعاب | الرموز الغير قابلة للاستبدال وغيرها.
يمنح المطورين إمكانية بناء تطبيقات عابرة لشبكات البلوكتشين؛ بالرغم من اختلاف تقنيات ولغات البرمجة المستخدمة على كل بلوكتشين. حيث يدعم البروتوكول أكثر من 70 بلوكتشين مختلفة حتى الآن.
يمنح المطورين القدرة على تحقيق التوسع وزيادة قاعدة المستخدمين لتطبيقاتهم من خلال استخدام شبكات بلوكتشين أخرى، دون حاجة إلى بناء نسخ مخصّصة من التطبيق لهذه الشبكات.
النظام الاقتصادي لعملة المشروع | عملة ZRO
تم الإعلان عن عملة المشروع ZRO الشهر الماضي، وسط الكثير من الفوضى بخصوص استلام العملة لصائدي إسقاط العملات “Airdrop”، هذا الجزء سنعود إليها في فقرة لاحقة.
العدد الإجمالي من الإمداد 1 مليار عملة:
نسبة 38.3% | 383 مليون عملة من إمداد العملة للمجتمع. (تشمل الـ Airdrop).
نسبة 32.2% | 322 مليون عملة للشراكات والمستثمرين. (يتم توزيعها على 3 سنوات).
نسبة 25.5% | 255 مليون عملة لمطوري وفريق المشروع. (يتم توزيعها على 3 سنوات).
نسبة 4% | 40 مليون عملة ستقوم الشركة المطوّرة للمشروع “LayerZero Lab” بإعادة شرائها ومنحها لدعم نمو مجتمع المشروع.
استخدامات عملة ZRO
دفع رسوم استخدام البروتوكول.
دعم المشروع وتقديم منح للمطورين.
التصويت على التطويرات وحوكمة المشروع.
مآخذ على مشروع LayerZero
بعدما تحدثنا عن تقنية بروتوكول LayerZero، وما تقدمه من خدمات للمطورين وللمجال بشكل عام، وعلمنا أهم الخصائص التي يوفرها البروتوكول والتي تميزه عن غيره من البروتوكولات؛ حان الوقت للحديث على الجوانب السلبية في المشروع.
1. عملة بلا هدف!
من يتابعني على تويتر يعلم أنني تحدثت كثيرًا عن كرهي للعملات التي ليس لها استخدام مباشر، مثل عملات الحوكمة التي لا تقدم أي فائدة، والتي يمكن للتطبيقات أن تعمل بدون وجودها، مثل عملة UNI على سبيل المثال.
عملة ZRO ينطبق عليها نفس الأمر. فبالرغم من أنها قد تستخدم لدفع رسوم استخدام البروتوكول؛ إلا أن هذه الاستخدام -الفعلي الأوحد- هو استخدام ضعيف جدًا، لأن رسوم الرسائل التي (قد يحصل عليها البروتوكول) رسوم ضعيفة قد تكون سنت أو بضع سنتات لكل رسالة، والمشروع يراهن على أن تصبح هذه الرسوم ضخمة إذا نجح في الوصول لمعدل مرتفع من الرسائل المرسلة يوميًا. (ملايين وربما مئات الملايين من الرسائل).
ليس هذا فحسب؛ بل يمكن أن يتم دفع هذه الرسوم بعملات أخرى مثل عملة الشبكة التي يتم إرسال الرسالة منها. يعني يمكن استخدام كافّة خدمات البروتوكول بدون حاجة إلى لمس عملة ZRO.
فريق المشروع حتى لم يبتكر أي طرق يمكن أن ينقل بها قيمة من استخدام البروتوكول إلى العملة. مثلًا رسوم استخدام أوراكل Chainlink يمكن أن تُدفع بعملات أخرى غير LINK، لكن في هذه الحالة يتم تحويل هذه الرسوم أو جزء منها لشراء عملة LINK، وبالتالي نقل قيمة من أرباح المشروع إلى حاملي العملة. بالنسبة لعملة ZRO فلا يوجد شيء مماثل لذلك.
2. فوضى إطلاق العملة والـ Airdrop
بسبب وجود Airdrop لعملة المشروع حدثت الكثير من هجمات الـ Sybil، وهي قيام شخص واحد بإنشاء محافظ أو هويات متعددة، أو حتى عبر أدوات آلية “Bots“ لاستخدام خدمات المشروع من أجل زيادة نشاطه على الشبكة، وزيادة حظوظه للحصول على عدد كبير من العملات خلال حدث الإسقاط.
فريق المشروع عند إعلان إطلاق العملة أعلن عن حملة لاستبعاد كل من قام باستخدام هذه الطرق من أجل الحصول على الإسقاط أو زيادة عدد العملات التي يمكن الحصول عليها من هذا الحدث. هذه الحملة أدت لهجوم كبير على المشروع، بسبب عدم دقّة أنظمة استكشاف هذه الهجمات، وبالتالي يمكن استبعاد محافظ لا دخل لها بهذه الأنشطة، بالإضافة إلى عدم إعلان المشروع عن تطبيق هذه القواعد منذ البداية.
وبالتالي معظم من قام بهذه المحاولات خسر أموال رسوم المعاملات التي دفعها، وقام بزيادة نشاط البروتوكول، والذي ساعده على الوصول لتقييم 3 مليار دولار، وفي النهاية لم يستفد بأي شكل.
دراما إسقاط عملة ZRO لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل قام المشروع بفرض “تبرع إجباري” على من تأهل للحصول على الإسقاط بقيمة 0.10$ لكل عملة، وهذه التبرع سيذهب لمؤسسة Protocol Guild، وهي مؤسسة تشرف على تطوير مشروع الإيثريوم.
بالرغم من ذلك؛ هاجم الكثير من المستخدمين فريق المشروع، واعتبروا أن ما حدث هو نوع من الاحتيال، وأن التبرع هو مجرد ضريبة أو حتى ثمن للعملة التي كان من المفترض الحصول عليها بالمجان. وبدلًا من أن يكون الحدث Airdrop؛ تحول إلى ICO.
3. انخفاض حادّ في نشاط البروتوكول
كما هو واضح من المخطط بالأعلى؛ انخفض نشاط استخدام بروتوكول LayerZero بشكل حادّ بعد نهاية إسقاط العملة، والتي كان لها الأثر الأكبر على حجم النشاط المرتفع على البروتوكول، والذي وصل في بعض الأوقات إلى نصف مليون رسالة يوميًا. الآن معدل الرسائل المرسلة باستخدام البروتوكول لا يتجاوز 40 ألف رسالة، بالرغم من دعم البروتوكول لأكثر من 70 شبكة مختلفة!
هذا يعيدنا إلى النقطة السابقة، وهي فوضى عملية إسقاط العملة، والتي أدت إلى غضب كبير من مجتمع المشروع، وهذا الغضب واضح أنه انعكس على استخدام البروتوكول بالسلب، بسبب مغادرة الكثير من المستخدمين لعدم رضاهم عن الطريقة التي تم التعامل بها مع إسقاط لعملة.
من الآثار السلبية لهذا الانخفاض أيضًا هو انخفاض الرسوم التي يتم دفعها باستخدام عملة ZRO، والتي هي أصلًا تكاد لا تذكر. وهذا يقضي على الاستخدام المفيد الوحيد للعملة.
4. توزيع سيء لإمداد العملة
بالنظر إلى مخطط توزيع إمداد العملة؛ سنجد أن حجم الإمداد المتداول سيزيد بمقدار 100% تقريبًا كل عام، وسنصل إلى إتاحة كافة إمداد لعملة في عام 2028 إن شاء الله. يعني خلال 5 سنوات سيتم توزيع المليار عملة، دون وجود أي استخدام يذكر لها، دون وجود وسيلة لخفض إمداد العملة مثل إعادة الشراء أو الحرق.
أيضًا فريق المشروع وكذلك صناديق الاستثمار سوف يبدأون في الحصول على عملاتهم خلال عام واحد فقط!
فتعامل المشروع مع إسقاط العملة، وطريقة فك إمداد العملة بشكل ضخم على فترات قصيرة، وعدم توزيع الإمداد على فترات أطول، وعدم وجود استخدام هامّ لها، وغير ذلك من الأمور تجعل عملة ZRO واحدة من أسوأ العملات التي إطلاقها هذا العام.
5. نسبة التقييم الإجمالي FDV مرتفعة جدًا
نسبة التقييم الإجمالي تُشير إلى حجم التقييم الإجمالي للمشروع باعتبار تداول كل إمداد العملة (السعر X عدد العملات بالكامل)، مقارنةً بالقيمة السوقية الحالية للمشروع (السعر X عدد العملات المتداول فقط).
هذه النسبة حاليًا لعملة ZRO هي 10:1 (500 مليون دولار ~ 5 مليار دولار).. وهي نسبة مرتفعة جدًا، وتجعل من الصعب توقع أن يكون مستقبل عملة ZRO جيدًا. وهذه هي حال جميع عملات صناديق الاستثمار التي تم إطلاقها خلال الشهور الماضية، والتي تكون قيمتها السوقية صغيرة، وتقييمها الكلي أو الإجمالي مرتفع جدًا.
نادرًا ما تتمكن عملة بهذا الوضع من تحقيق أداءً جيدًا، خصوصًا لمن يبحث عن الاستثمار طويل الأجل، ويمكننا مشاهدة مقارنة بين عملات بوضع مشابه وربما أفضل من ZRO من ناحية نسبة الـFDV وتم إطلاقها هذا العام مثل عملات STRK | W.
يمكننا مشاهدة مدى سوء أداء هذه العملات، بالرغم من أنها أفضل من ZRO من ناحية نسبة FDV. فهذه النسبة هي 5:1 لعملة W، و 7:1 لعملة STRK.
وهكذا؛ مع مرور الوقت سيتم فك المزيد من عملات ZRO، وسيظهر التأثير السلبي لذلك على سعر العملة عاجلًا أم آجلًا.
نقطة أخيرة بخصوص هذا الجزء:
لاحظ أن سعر عملة ZRO ارتفع خلال الفترة الماضية، بالرغم من الانخفاض الحادّ في استخدام البروتوكول، وكذلك عدم وجود دور للعملة في استخدامه أصلًا. هذا يرجع لاعتماد صناديق الاستثمار على شركات صناعة السوق “Market Makers” من أجل دعم سعر العملة، ومعظم استراتيجيات هذه الشركات تحدث بتلاعب مدعوم من منصات التداول وسبق وتحدثت عن ذلك في هذا المنشور.
هذه الشركات تستطيع رفع سعر العملة بهذا الشكل لفترة قصيرة فقط وستعود العملة للهبوط مجددًا. يمكنك التأكد من ذلك بمراجعة الحركة السعرية لعملة Worldcoin (WLD).
مستقبل مشروع LayerZero | عملة ZRO
بعدما تحدثنا عن تقنيات المشروع والأمور الإيجابية والسلبية. دعونا نتحدث عن مستقبل المشروع، وما الذي يمكن توقعه بالنظر إلى وضع المشروع الحالي وانعكاس ذلك على عملته في المستقبل؟
أداء المشاريع المنافسة
في الصورة بالأعلى قمت بعمل مقارنة بين معدل استخدام بروتوكول LayerZero وثلاث بروتوكولات مشابهة تعمل في نفس المجال (خلال مدة ثلاثين يومًا)، وهذه كانت النتيجة:
(الأرقام بترتيب المخطط من الأعلى للأسفل).
بروتوكول Axelar: عدد 160 ألف رسالة | متوسط يومي: 5000 رسالة.
بروتوكول Wormhole: عدد 148 ألف رسالة | متوسط يومي: 4900 رسالة.
بروتوكول CCIP: عدد 53 ألف رسالة | متوسط يومي: 1760 رسالة.
بروتوكول LayerZero: عدد 1,430,000 رسالة | متوسط يومي: 47 ألف رسالة.
كما هو واضح من المقارنة، وبالرغم من الانخفاض الحادّ في استخدام بروتوكول LayerZero بعد انتهاء إسقاط العملة؛ إلا أنه ما زال يتفوق على أهم منافسيه في هذا المجال.
عملة ZRO مقارنة بالعملات المنافسة
كما ذكرت في فقرة المآخذ على المشروع؛ فعملة ZRO هي عملة بلا فائدة وليس لها استخدام فعلي يمكن أن يؤدي لزيادة الطلب عليها ووضع ضغط شراء يؤدي لرفع سعرها؛ في حالة زاد الإقبال على استخدام البروتوكول، لأن المطورين يمكنهم استخدام البروتوكول بدون حاجة إلى العملة.
هذه النقطة في غاية الأهمية إذا وضعت العملة في مقارنة مع عملات المشاريع المنافسة، سواءً التي تمتلك بلوكتشين مثل Polkadot (2.0) أو Cosmos أو Avalanche. فجميع هذه المشاريع توفر طرق للتواصل بين الطبقات المبنية عليها بتقنيات مختلفة، لكن في نفس الوقت يجب استخدام عملات هذه المشاريع لاستخدام تقنياته.
نفس الأمر بالنسبة للمشاريع المنافسة بدون بلوكتشين. فمثلًا عملة LINK يتم استخدامها لدفع رسوم خدمات بروتوكول المراسلة CCIP، بالإضافة إلى الخدمات الأخرى مثل الأوراكل على سبيل المثال.
نقطة أخرى هامّة وسبق وأشرت إليها وهي أن المشروع لا يمتلك بلوكتشين. لماذا هذه النقطة هامّة؟
المشاريع المنافسة التي تمتلك بلوكتشين لديها أفضلية من ناحية إمكانية حصول حاملي العملة على Airdrop من المشاريع التي يتم إطلاقها على بلوكتشين هذا المشروع. لنا في Airdrop عملة TIA لشبكة Cosmos مثال.
وبالتالي؛ عدم امتلاك بلوكتشين يُعد شيء سلبي من هذه الناحية، لأني لا أستطيع التفكير في طريقة يمكن من خلالها لحاملي عملة ZRO الحصول على Airdrop.
بالرغم من أن تقنيات بروتوكول LayerZero قد تكون متفوقة على تقنيات بعض المشاريع المنافسة؛ إلا أن ذلك لن ينعكس بالإيجاب على العملة، لأن عملة المشروع ليس لها دور ذو أهمية لاستخدام البروتوكول.
الخاتمة
لا شك أن التقنية التي يقدمها بروتوكول LayerZero تقنية مميزة لا غبار عليها، وقد ينجح المشروع في اقتناص حصّة كبيرة من سوق التشغيل البيني لشبكات البلوكتشين المنعزلة، لكنه سيواجه منافسة قوية من المشاريع الأخرى، وعلى رأسهم مشروع Chainlink.
عملة المشروع “ZRO“ لا تقدم فائدة تذكر، وليس لها دور فعلي لاستخدام تقنيات البروتوكول. فهي مجرد عملة صندوق استثمار “VC Token“ مثل كل عملات القمامة التي ظهرت في الفترة الأخيرة.
لهذه الأسباب وبالوضع الحالي للمشروع وللعملة؛ لا يمكن اعتبارها مناسبة للاستثمار طويل الأجل.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال. إن شاء الله كل المشاريع التي سيتم النشر عنها على هذه المدونة سيتم تحديثها بشكل دوري لإضافة التغيرات والتطويرات التي تحدث لتلك المشاريع، وتأثيرها على العملة الخاصّة بها.
إذا كان لديك أي استفسار عن شيء ورد في المقال يمكنك تركه في تعليق بالأسفل وسأقوم بالإجابة عليها إن شاء الله.
يمكنك أيضًا التعليق بالعملة التي تريد أن تكون موضوع التحليل القادم إن شاء الله.
إذا أردت دعم المحتوى والمساعدة على استمراره يمكنك الاشتراك في المدونة بتكلفة 12$ فقط شهريًا. سيكون هناك محتوى وتحليلات خاصّة بالمشتركين إن شاء الله.
شرح جبار سلمت يمناك
ودنا نعرف رأيك ونظرتك بمشروع Monad layer 1 = Eth layer 1
كيف موناد تخدم اثريوم وهو منافس بقطاع لاير ون !؟
تحياتي يامحمد
الواحد كده بدء يفهم يعني ايه لاير ون ولاير زيرو الخ الخ
ما شاء الله عليك
طيب هل تتوقع الفريق في يوم ما يخلي للعمله استخدام ويكون عليها طلب حقيقي وقتها؟